(ما لم يقله النص)

قراءة في قراءات نوال حسن هادي

مع أن العنوان (ما لم يقله النص) ذو دلالة عميقة تدلّ على فحوى الكتاب بشكل عام، والنافذة التي نطلّ منها على نصوص شعرية وسردية، وبسملة لفاتحته، إلا أنه أحالنا فوراً الى عنوان آخر هو عنوان المجموعة القصصية الموسومة بـ(ما لم يقله الرواة) للأديبة العراقية لطفية الدليمي، ـوإلى الشبه الكبير من حيث مفردات العنونة (ما لم يقله) وإيقاعها على الرغم من استبدال مفردة الرواة بمفردة النص ليكون النص بديلا جوهرياً عن الرواة من ناحية الرسم، ومع الاختلاف الكبير بين الكتابين من حيث الشكل والمحتوى وبين النقد والسرد القصصي، إلا انهما تقاربا في العنونة حسب. وهذا يدفعنا للسؤال عما إذا كانت جعبة المؤلفة نوال هادي حسن فارغة من العنوانات الدالة على جوهر كتابها النقدي الذي منحته عنواناً إضافياً توضيحياً هو (قراءات في الشعر والسرد) وكنا نأمل أن تجترح الكاتبة عنوانا أفضل على الرغم من دقة ما اختارته لكتابها، وهذا ما سيتضح من خلال قراءتنا لفحوى الكتاب الذي بدأ بالإهداء الآتي:

الى القارئ...

قد يكون نهماً...

فيخرج برؤى أخرى...

وهنا لا اعرف لماذا افترضت المؤلفة أن يكون قارئها نهما ليخرج برؤى أخرى؟ فثمة الكثير من القراء النهمين الذين لا يمتلكون رؤى مختلفة غير التي توصل الكتاب إليها.

افتراض القارئ العضوي افتراض مقبول وان كان نادراً في عالمنا المعاصر وأكثر الظن أن هذا الافتراض جاء نتيجة التواضع الذي تتحلى به مؤلفة الكتاب. ومن الإهداء ننتقل الى المقدمة التي كتبتها المؤلفة نفسها لتفصح فيها عن قراءاتها في هذا الكتاب أذ تقول تحديداً:

(إن النقد عصب الحياة في عملية القراءة، بل هو عينها الرائية التي من خلالها يلج الى مكنونات النص ومكتنزاته)

ثم تلقي ضوءاً أو إشارة الى أن عملية قراءاتها للنصوص هي رؤى مختلفة كتبتها في ظروف وأزمنة مختلفة

ثم جمعتها في (ما لم يقله النص) لتقدمها للقارئ على طبق من النقد الشهي.

ومع أنها لم تقدم الكتاب على انه نقد بل قراءات مختلفة الرؤى إلا أنها أشارت بتواضع الى العملية النقدية باعتبارها عصب الحياة في عملية القراءة.

وعود على بدء نقول إن كل قراءة من هذه القراءات هي كشف عما سكت عنه داخل النصوص التي تناولتها وبهذا تكون العنونة كدال قد منحت مدلولها لكل نص من تلك التي تناولتها الكاتبة بدقة وعناية. وللمزيد سنتابع هذه القراءات واحدة فواحدة.

في القراءة الأولى: (اللغة الرمزية والميثولوجيا في قصيدة (رقصة أور نانشي والأسد الجريح) تبدـأ الكاتبة بتسليط أضوائها على الأسطورة مستعينة بأقوال إريك فروم (Erich Seligman Fromm) في تعريف لغة الرمز وتحديد أصلها وعالميتها واعتبارها واحدة من أهم الظواهر الثقافية الإنسانية فضلاً عن تعريف القارئ بماهية المغنية السومرية (أور نانشي) أو (اورنينا) كما ورد اسمها في الألواح السومرية كأول مغنية في التاريخ البشري. وتذكر الكاتبة إن الشاعر العراقي فارس عودة استحضر روح هذه المغنية مع أغنيتها (أيها العريس) ليرينا رقصها الجميل وتغزلها بمفاتن الوطن. إن هذا الاستحضار إنما قام به الشاعر على أساس لوذه بلغة رمزية تأخذنا لنرى الى مآثر الجمال والمنجز الحضاري لبلده العراق. ثم تدخل الكاتبة في تعريف عملية الرقص وما تنتجه من البهجة والمرح إيذانا بدخولنا الى معترك نص الشاعر فارس عودة. تقول:

(وعندما نغوص في أعماق النص نجد أنفسنا نعيش عالم الأسطورة وكأننا في حلم مثقل الدلالات والرموز يحاول الشاعر إيصالها لنا بالتدريج كلما أوغلنا في السير في أعماق نصه الشعري)

والأغنية السومرية (أيها العريس) اعتبرتها الناقدة بابا لولوجنا الى عالم الأسطورة والرمز. وان الشاعر قام بمزج نصه مع النص التراثي على حد قولها لتأليف قصيدة عشق جديدة. وربما كان الأكثر دقة القول إن الشاعر قام بعملية تناص (تعالق) بين قصيدته والقصيدة السومرية، ولم يهدف الى عمل مزيج تختلط فيه الأفكار والرؤى بين النصين مما يؤدي الى فقدان الخصوصية وضياع صوت الشاعر أو ذوبانه في صوت الشاعر السومري وقصيدته (أيها العريس) وهذا مالم يرده الشاعر، وما لم يقله النص.

تستنتج الناقدة بعد ذلك أن (الشاعر يستمر بالمزج بين مجد الوطن وعناءاته) بمعنى إنه لم يكتف بالمزج الأول (بين نصه والنص التراثي) فتبعه بمزج جديد آخر وهذا تأكيد على أن عملية المزج مقصودة ومجترحة على كونها اصطلاح يمثل حالة المزج المشار إليه سلفاً.

من خلال القراءة الأولى للكاتبة نجد إن قراءتها ارتكزت على التفسير بدل التأويل والتحليل مستشهدة بمقاطع طويلة من قصيدة الشاعر لإثبات ما ذهبت إليه. ولا نبخس الكاتبة حقها إن نحن قلنا إنها اعتمدت في قراءتها الأولى على التفسير كأداة نقدية عاينت بوساطتها قصيدة الشاعر فارس عودة.

في القراءة الثانية (في ما لم يقله السرد/ قراءة مضمرات القصة القصيرة جداً) تعود الكاتبة ثانية لتؤكد على إيقاع العنونة ذاتها (في ما لم يقله) مع استبدال مفردة النص السابقة بمفردة السرد اللاحقة. ثم قامت بمعاينة نصين من النصوص القصيرة جدا للقاص فارس عودة وهو نفسه الشاعر الذي قدمت قراءتها الأولى لنصه الشعري كما يبدو من خلال اسمه (فارس عودة).

في هذه القراءة قدمت الكاتبة تأويلا للنصين شارحة وموضحة ما انطوى عليه النصان من الأسرار الغامضة والمغيبة لأسباب فنية، وغايات مضمرة لم يكشف النصان عنها بل بقيا ساكتين دونهما وكان من الأجدر الإشارة الى ميزة النصين المذكورين بل ميزة اغلب النصوص القصيرة جدا إن لم أقل كلها ألا وهي قابليتها البرقية أو قدحتها الوامضة البرقية التي ينير كشّافها ما كان غامضاً أو ملتبساً أو مسكوتاً عنه أو مضمراً أو معتّماً عليه الى آخر لحظة من لحظات القصة القصيرة جدا ففي القصة الأولى (استجابة محرجة) جاءت جملة الزوجة لساعي البريد مطمئنة (لا تقلق إنها لزوجي) وهنا بداية حقيقية لقصة طويلة لم يشأ الكاتب الاستمرار في كتابتها بل اكتفى بالإشارة الى وجودها، في ذهن المتلقي، تتعلق بالخيانة الزوجية وما يحدث في الفيسبوك من مغازلات سهلة بين المتغزلين بطرق شتى وأساليب تخفي وراءها رغبات استحواذيه في الأعم الأغلب. وفي القصة الثانية (استشارة خمرية) جاءت جملة الختام الاستشارية مشيرة الى استمرار تعاطي الجرعات المخدرة: (فأشاروا عليه بجرعة رابعة) وفيها كشفٌ وضوء ساطع على الرغبة التي يكنّها (المستشارون والخبراء) أو ذوو النفوذ والتسلط في تمويه الحقيقة بجرعة رابعة من الديماغوجيا (Demagogy) التضليلية لإكمال مشوارهم. وتبنى على هذه الجملة قصص كثيرة لاحقة يرويها المتلقي حسب ذائقته وفهمه وإدراكه للواقع المعيش ومجرياته الرهيبة. والكاتبة هنا أرادت إن تعبّد الطريق أمام قارئها لتسهل عليه عملية تخيل ما يحدث كما افترضت هي بدلا منه.

في القراءة الثالثة (قراءة في رواية بحر أزرق.. قمر ابيض) تتناول الكاتبة هذه الرواية من باب علم الاجتماع فتسخّر مقدمتها لبيان أثر المشكلات الاجتماعية - كعقبات كأداء - على التطور الاجتماعي وسبل النهوض بالمجتمع من اجل الوصول الى وحدته وتماسكه ورفض الطبائع الاجتماعية التي تقف حائلا دون بلوغ أهدافه الإنسانية النبيلة، وتعقد الكاتبة مقارنة بين المجتمعات العربية والمجتمعات المتحضرة وتضرب لذلك مثالا ببعض الحواضر المدنية التي لا تشبه المدن العربية من قريب أو بعيد في سلوكها الاجتماعي، وتوافقها وترابطها الإنساني، وحفاظها على التقاليد الاجتماعية الراقية. وفي رأينا أن الكاتبة وجدت بينها وبين الرواية ما يعزز غايات الطرفين في الوحدة والألفة الاجتماعية على الرغم من أن المجتمعات وليدة تاريخها وارثها وسلوكها وتطبع ذلك السلوك على وفق ذلك الإرث. ومن خلال هذه القراءة للرواية وما اقتطف منها تبين أنها لم تمس عمق المشاكل الاجتماعية بل اكتفت بإلقاء الأضواء عليها حسب، فهي في أحسن حالاتها تصف الحالات والظواهر الاجتماعية من خارجها عن طريق الحوار الذي يلقي بظلاله على مساحة الرواية، وتشكل التقريرية عنصراً سردياً رئيساً فيه كما في المقتطف الآتي:

(دوماي بلدة عزيزة علينا، دافع عنها أجدادنا زمن الاحتلال بقوة رجل واحد رغم اختلاف انتماءاتهم العرقية والوثنية.

ولكن كيف اتفق أجدادكم كرجل واحد أمام التحديات؟ على الرغم من اختلاف انتماءاتهم! مثل ما تقول؟

قال مبتهجا وهو يشير ناحية الأفق:

أنظر...أنظر هناك عند تلك الجبال العالية بسفوحها الخضراء المزدحمة بالأشجار المختلفة المحملة بالثمار نحن هكذا..)

وفي رابع قراءة للكاتبة نوال حسن هادي والتي تناولت فيها قصيدة الشاعرة د. أسماء غريب (نفر آتون) بدأت هذه المرة بمجموعة من الأسئلة المتعلقة بالإبداع النسوي ونقد ذلك الإبداع وما إذا كان النقد قد أنصف المرأة المبدعة أم لم ينصفها. وهذا فصل قسري بين إبداع الرجل وإبداع المرأة يناقضه النظر الى الحالة الإبداعية كنتاج بشري إنساني عام غير مختص بجنسية محددة. ويهم جدا أن نلمس كم الإبداع المتحقق في أي منتج سواء أكان أنثوياً أم ذكورياً والتعامل معه على هذا الأساس حسب، ومن اجل الإنصاف فقط.

ومن اجل الوصول الى جوهر القصيدة استعانت الكاتبة بالشاعرة لتوضيح التباس القصد في عنونة القصيدة (نفر آتون) أو اشرق الإله موضحة الطريق الذي سلكته في توحد شخصيتا المرأة والرجل بجسد واحد يمثل الاله الواحد وهو عند المصريين نفر آتون وعند الشاعرة أسماء غريب هو الله فكلاهما يتجلى فيهما جمال الاله الواحد، كما قيل سابقا (إن الله هنا في جبتي) وتستمر الكاتبة بشرح أبعاد القصيدة وفك رموزها وتوضيح دلالاتها، ولو قيض لي يوما تناول هذه القصيدة فإنني لا محالة سأكتب نصاً مجاوراً لها وليس نقدا يستقصيها ويسبر أغوارها فأكون قد أضفت عليها ما يزيد بريقها متجنباً الضياع في متاهاتها العرفانية الغامضة. وتأويل مرموزاتها من الأسماء والشخوص.  

   ثمة أمور لم تحسم تاريخيا فيما يخص زوج نفرتيتي الذي يقال انه كان شاذاً فبعضهم يؤكد هذا الزعم وبعضهم يدعي أن هذا بفعل فاعل معارض لنظام الملك وزوجته في الحكم. ولولا هذا الالتباس لاستبعدت هذا كله لأستقبل النص الجديد على أساس الرؤية الفنية والعرفانية للدكتورة أسماء غريب فقط.

وفي قراءتها لرواية الكاتب العراقي هيثم الشويلي اتبعت الكاتبة عملية تسريد حكاية النص على وفق رؤيتها بشكل أتاح لها تناول الرواية من أولها الى آخرها بطريقة سمحت للترهل اجتراح الملل بتكرار ما أورده الروائي ولكن بمفرداتها الخاصة. إنها لم تتبع أسلوباً محدداً في البحث أو القراءة فتارة تعتمد التفكيكية، وتارة أخرى تشتغل على البنيوية، وتارات أخر على الواقعية غير المنتجة مما اجبرني على طي الصفحات الزائدة أو التي أدركت أنها زائدة حتى بدا لي الفارق كبيرا بين هذه القراءة والقراءات التي سبقتها. وفي تناولها للعنونة (بوصلة القيامة) اشتغلت على مفردة (بوصلة) وما تعنيه على المستوى العملي التطبيقي وتناست مفردة (القيامة) ربما ظنا منها أنها واضحة المعنى للجميع ولا تأويل لها غير التأول الشائع ولم تعتبرها بديلا موضوعيا عما حدث ويحدث في الواقع العراقي. وبعد العنونة مباشرة جاءت المقدمة التي وضعتها الكاتبة كما هو حالها في المقدمات السابقة لقراءاتها، وكانت حول الرواية بشكل عام وكان الأولى أن تكون حول أدب السجون بعد أن عدت هذه الرواية كنموذج من نماذج أدب السجون.

   في قراءة الكاتبة لقصيدة الشاعر الحروفي أديب كمال الدين (حاء الحلم) اشتغلت على التفكيكية مصطلحاً ونقداً، واعتمدت على آراء (جاك دريدا) وإيمانه (أن العلاقة بن الدال والمدلول هي علاقة اعتباطية، مرنة يمكن أن تتسلل من خلالها العديد من الدلالات لمدلول واحد) تقول الكاتبة إن كثرة الدلالات في هذه القصيدة هي التي جعلتني اشتغل على التفكيكية بغية إيصال رسالة محددة في القصيدة، وإنها وجدت في الفعل (فتشتُ) ما يشير الى وجود علامة على التشتت والانتشار والبعثرة في المكان والزمان، وعلى هذا الأساس بدأت رحلة التأكيد على أن هذه المفردات كلّها علامات تدلّ على معنى واحد.

تضمنت هذه القراءة على أغلب إن لم أقل كل القصيدة. وهذا يعني سطوتها وهيمنتها على مفاصل القراءة أكثر من القراءة نفسها أو في موازاتها فإذا اتبعنا خطوة الكاتبة في تعداد عدد الكلمات والصفحات التي كتبت عن النص مقاسة بالنص نفسه- في قراءة سابقة- سنجد أنها خمس صفحات للقراءة تقريباً مقابل خمس صفحات للقصيدة أيضاً. ولم نلتفت الى وضع مقارنة بين عدد حروف النصين لأن الفارق سيكون كبيراً بالتأكيد بين النص الشعري وعدد مفرداته وبين النص السردي وعدد مفرداته لاعتماد الأول على التركيز والاختزال واعتماد الثاني على الإسهاب والتكرار.

ومن (حاء الحلم) تنقلنا الكاتبة الى (توريث) أديب كمال الدين والى جملة المواقف الشعرية والفكرية والمفارقة بينها بطريقة ذكية. حيث ألقت في مقدمة قراءتها الأضواء على مفهوم المفارقة كمصطلح مثير للجدل. وهو مفهوم ارتبط منذ القدم بوجود الإنسان الذي تضمنت حياته على مختلف الثنائيات. ومن بين عدد من آراء الكتاب البارزين اعتمدت آراء (Miweek DC):

(سأتبنى تعريفات ميويك (Miweek DC) للمفارقة، لأنها الأقرب لقناعتي)

وتنقل لنا الكاتبة تعريفه الآتي: (قول شيء بطريقة تستثير لا تفسيرا واحدا، بل سلسلة لا تنهي من التفسيرات المغايرة) وعلى هذا الأساس اشتغلت على المفارقة بين مواقف أديب كمال الدين بشكل عام وهي مواقف عديدة ومختلفة ولكنها ككل جاءت على منوال واحد يبدأ بـ(حين...أورثني) وينتهي بنتيجة ذلك التوريث، الذي تتجلى فيه قيمة المفارقة العظمى كما في المثال الآتي:

حينَ ماتَ تَدهيوز
أورثني غرابَه مَحبوساً في قفص.
ولأنَّ غرابه لا يجيدُ سوى الهرطقة والتجديف
لذا أطلقتُ سراحَه فوراً.
لكنَّ الغراب لم يُحلّقْ بعيداً
كما توقّعتُ
بل حطَّ على عمودِ الكهرباءِ المُجاورِ لشرفتي
لينظرَ إليَّ بعينين حاقدتين
وقلبٍ أسْوَد.

   في قراءتها الأخيرة المونولوج في قصة (سمفونية الرماد) للقاص محمد رشيد تبدأ الكاتبة نوال هادي بتعريف مصطلح المونولوج كما هو حال اغلب مقدماتها، ثم تتناول العنونة كعتبة للنص على حد قولها في قراءة سابقة. تزعم الكاتبة أن المونولوج هو حوار بين الشخصية وذاتها فهو حوار داخلي في الأغلب وقد يكون موجها الى خارج الذات الى شخص غائب أو حاضر لا فرق فالشخصية تتحدث لنفسها عن نفسها غير مهتمة لحضوره أو غيابه وهذا ما يجري على خشبة المسرح عادة. ومن المقدمة ومبتسر الكلام تقفز الكاتبة الى جداولها الإحصائية على المايكروسوفت راصدة 748 كلمة تأسست عليها قصة محمد رشيد وعدد غير قليل من الحروف الجهورية مثل: (اللام والتاء والياء والميم) ولم تشر الكاتبة الى أهمية هذه الكلمات أو الحروف وأثرهما على سير القصة وحبكتها، وعلى شخصية البطل وتأثره بها أو تأثيرها على معاناته التي شغلت مساحة واسعة من حواره الداخلي. وأشارت الكاتبة أيضاً الى بعض التركيبات اللغوية وجماليتها ضاربة لنا الأمثال من القصة نفسها.

وبخاتمة القراءات كلها تكون الكاتبة نوال حسن هادي قد قدمت لنا زادا من القراءات الغنية بمادتها، ومادة معرفية غنية بمعلوماتها، وتحليلاً وسبرا لأغوار النصوص الشعرية والسردية على حد سواء في كتاب جمعت فيه نصوصا وإن كانت مختلفة الروافد إلا أنها جميعاً تصب في نهر الإبداع العظيم.